موضوع: اليمن والرهان على الخارج الإثنين 24 أكتوبر 2011, 5:03 am
اليمن والرهان على الخارج الإثنين 24-10-2011 02:41 صباحا
بقلم/ ابو أمجد
يصاب المتابع والمهتم بالشأن اليمني بالدهشة والاستغراب بل والامتعاض من اطراف العمل السياسي اليمني سواء كانوا في السلطة او المعارضة . فالمتابع للإعلام اليمني بطرفيه سلطة ومعارضة وما يظهره ذلك الاعلام من تأييد شعبي لكلا الطرفين يجعل المتابع يستغرب الرهان اليمني على الخارج . ومحاولة استيراد حل الازمة من اطراف خارجية دون الاخذ بعين الاعتبار تطلعات ومواقف الشعب اليمني وهو المعني الاول والاخير بما يجري في بلده . الحرص الشديد التي تبديه السلطة بعدم الانجرار نحوف العنف والخوف من أي قرار اممي يفقدها زمام المبادرة جعلها في الموقف الاضعف في الصراع الدائر رغم امتلاكها القوة والشعبية العارمة وما يدلل على ذلك الطرح الذي تطرحه السلطة وتشدد عليه وتتمسك فيه وهو الانتخابات المبكرة . وفكرة الانتخابات لا يطرحها الا حزب يثق بشعبيته وسلامة موقفه امام شعبه في أي مكان بالعالم . بينما نجد المعارضة ترفض فكرة الانتخابات وتحاول التصعيد من خلال المسيرات التي يتخللها العنف تارة وتارة اخرى من خلال التصعيد المسلح ومهاجمة المعسكرات ومؤسسات الدولة لتوجه بذلك رسائل مزدوجة للخارج والداخل بان لديها القوة والقدرة على التصعيد المسلح بل والسير نحو حرب اهلية اذا فرض خيار الانتخابات كخيار وحيد لحل ازمة اليمن . بل وتذهب اكثر من ذلك بالتعويل على اطراف اقليميه لدعم تدخل دولي على غرار ما حصل في ليبيا . ومع ان هذا الخيار مستبعد باعتبار ان اليمن ليست ليبيا نظاما ولا ثروة . تعقيدات الازمة اليمنية يجعلها اكثر صعوبة باعتبار ان ازمة اليمن ليست ناتجة عن ثورة شباب في ما يسمى بالربيع العربي فحسب وحلها يكون برحيل النظام ولو ان هذا الحل اثبت فشله في تونس ومصر والواقع يحكي ما تعانيه تلك الدولتين من عدم الاستقرار وفقدان الامن والامان وانهيار اقتصادي يهدد البلدين . فالصراع في اليمن له اوجه عدة فبالإضافة الى الشباب هناك المعارضة المختلفة اصلا فيما بينها وهناك الجناح القبلي المتمثل بأولاد عبدالله الاحمر والجناح العسكري المتمثل بالقائد المنشق علي محسن اضافة الى الحوثين والحراك الجنوبي والقاعدة كل هذه الاطراف لها اجندات خاصة بعد رحيل النظام وهذا ينبئ بصراع قد يهلك النسل والحرث ويدمر اليمن .. هذه التعقيدات يدركها المجتمع الدولي وهذا ما عبر عنه مبعوث الامين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر . المتابع المحايد للوضع اليمني يرى ان الحل الوحيد للازمة اليمنية هو في الانتخابات بحيث يتم تسليم السلطة بشكل سلمي وسلس في ظل وجود مؤسسات قائمة للدولة .. ويذهب متابع محايد اخر الى ان ازمة اليمن يمكن حلها في اطار حل توافقي يرضي جميع الاطراف وتقاسم السلطة بشكل يحفظ التوازن بين جميع القوى ..كلا الحلين رحبت بهما السلطة بل ودعت اليهما... بينما نجد المعارضة بكل فئاتها السياسية والعسكرية والقبلية والحراك الجنوبي والحوثيين يرفضون هذه الحلول جملة وتفصيل متمسكين بخيار وحيد وهو رحيل النظام مع ادراكهم ان هذا النظام لديه الكثير من المقومات التي تجعله قادرا على حماية سلطاته التي كفلها له الدستور بالإضافة الى التأييد الشعبي الكبير الذي يتمتع به النظام .هذا الموقف لأطياف المعارضة لا يتجاهل ما يمتلكه النظام من مقومات لكنه يراهن على خوف النظام من الدخول في صراع دموي الخاسر الاول والاخير فيه الشعب اليمني بالإضافة يراهنون على الضغوط الدولية التي من اجلها تتواجد الفائزة بجائزة السلام في نيويورك .. وعلى بعض القوى الإقليمية ..هذا الموقف من المعارضة يجعل المواطن اليمني البسيط يضع يده على قلبه خوفا من الاتي علما بان قيادات المعارضة وفي اكثر من موقف يرون ان برحيل النظام بداية الحل وليس الحل بأكمله وهذا ما يدلل على ان صراع منتظر بين اطياف المعارضة ذاتها بعد رحيل النظام من اجل استئثار الفصيل الاقوى بمقاليد الامور .. في ظل هذه الاوضاع يرى المتابع للوضع اليمني ان السلطة استطاعت ان تدير الازمة لمدة تسعه اشهر وقدمت التنازلات تلو التنازلات ورغم ما حصل في جامع النهدين وما حصل في ارحب ونهم وتعز ومؤخرا في صنعاء حتى طال اعتداء المعارضة بيوت وممتلكات المواطنين تحلت السلطة بالصبر والمهادنة حتى اوصلت المواطن البسيط مطالبتها أي السلطة باستخدام حقها الدستوري بل والاخلاقي في حماية مواطنيها من صلف اناس هم بعيدين كل البعد عن العمل السياسي .. الشعب اليمني الان وبعد تسعة اشهر من صلف راح ضحيته الابرياء يقول وبأعلى صوته يا ولي الامر 76% من الشعب اليمني هم من بايعوك يقفون خلفك وهم قادرون على الحسم والانتصار لله والوطن يا ولي الامر لا تخف فاليمن ليس الصومال وعلي عبد الله صالح ليس محمد زياد بري يا ولي الامر التدخل الاجنبي لم يفلح في الصومال وسحل الغازي لارض الصومال في الشوارع رغم ما بها من تفكك اما نحن فمعك ولا نقول كما قال قوم موسى فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ ولكن نقول ماقاله المقداد رضي الله عنه لرسول الله اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون.. يا ولي الامر نحن رهانك الفائز باذن الله فاجعل من يراهنون على الخارج ومن يتمسحون عند اقدام الاجنبي يطلبون منه النصر اما نحن فنطلب النصر من الله ...... شبكـة اليمـن الاخبـارية .