موضوع: ماذا لو أن ..؟ الأحد 04 ديسمبر 2011, 10:20 am
ماذا لو أن ..؟ الأحد, 04-ديسمبر-2011 - 16:22:49 نبأ نيوز - ألطاف الأهدل نبأ نيوز - ألطاف الأهدل -
ماذا لو أن كل رجل وكل امرأة في هذا الوطن شعر بمسئولية الكلمة التي يلقيها على مسامع الآخرين دون أن يلقي لها بالاً ثم تتراكم حولها شوائب الظن والجهل وتصبح مرتعاً للأمراض الاجتماعية والسياسية وتتسبب في ظهور جيوش من البشر لا همّ لهم سوى خلق بؤر لفظية فضفاضة تتحول بفعل الحثّ والدفع وعمل الشيطان إلى مشاريع هدّامة، كهذه التي يشهدها الوطن اليوم والتي تحوّل فيها الإعلام إلى جرس إنذار خطير جداً.
حيث بدأت قناعات الناس وعقائدهم بالاتجاه نحو الفرز والانتقاء، ولم يعد للوطن كوطن أي ذكر لا من هؤلاء ولا من أولئك إلا في شكل شعارات عارضة تمر على برامج مفصلة وفق احتياجات مرحلية ضيقة لا تخدم إلا نفسها.
ماذا لو أن كل من وقف في ساحة المعارضة أو النظام أخذ مهلة قصيرة من الوقت ليسأل نفسه عن جدوى ما يفعل؟! وحاول أن يصبح مستقلاً في اتخاذ القرار غير تابع لأي من الطرفين، وقبل هذا وذاك مستمسك بحبل ملك الملوك الذي لا تنقطع حبال الوصل بينه وبين عبيده الضعفاء ممن لا يملكون تغيير القرار ولا يستطيعون وصل ما تمزق من أوراق الثقة بينهم وبين البشر أمثالهم.
ماذا لو أن كل شاب وشابة تخيلوا ولو للحظات شكل ولون المستقبل القريب الذي ينوء بأثقال السياسة وآثامها وهم يصرون على اقتفاء الأثر على جاهلية من الأمر وبمنتهى التعصب والغرور..؟ ماذا لو أن كل فرد من أفراد المؤسسة العسكرية تذكر لحظة أداء القسم الوطني الذي أصبح فيه الوطن منذ ذلك اليوم أمانة معلقة في رقابهم، ثم استحثّ مشاعره نحو الأبرياء الذين تزهق أرواحهم على الأرصفة دون أن تكون لهم يدٌ لا في معارضة ولا في نظام..؟ ماذا لو أن كل معلم أتيحت له فرصة الوقوف مجدداً على منبر العلم ساهم في تأصيل فكرة الوطنية داخل كل طفل..؟!
نعم.. الأحداث عاصفة ولا تكاد تظهر لها بوادر نجاح، لكن الأمر يستحق أن نقف عنده وقفة صدق ومحاسبة للنفس بعد أن أصبحت العقيدة طرفاً في هذا النزاع الذي وضعت حجر الأساس له سياسة الديمقراطيات المستوردة من مجتمعات لا تملك مجتمعاتنا العربية بعض وعيها بهذا المبدأ والمرونة التي يتمتع بها هناك، لا يجدي مطلقاً هذا التجديف الأرعن نحو المصب، ولن يكون من الممكن العودة إلى مربع الساعات القادمة بكل ما تحمله إذا فات أوان الحكمة وانتهينا بحرب أهلية ـ لا سمح الله ـ هي كفيلة بإلغاء معالم هذا المجتمع عن بكرة أبيه..
فيا ترى هل تستحق السياسة أن نخوض غمارها ونحن نرى نتائجها المجحفة بحق البشر كل يوم، هل يستحق الأمر أن نجازف بشعب كشعب اليمن لا يحمل تاريخه السياسي أوراقاً سوداء كتلك التي يحملها تاريخ بعض الدول التي غطّت سوأتها أرباح النفط وسترت عورتها صداقتها الرأسمالية مع دول الغرب لكن تحت طاولة القرار..؟!
هل من العيب أن يترجّل أصحاب القرار في هذا الوطن عن صهوة الاستحقاق السياسي الذي أصبح يصوّر الوطن وكأنه ملكية خاصة قابلة للنزاع والتقسيم؟! إلى متى نظل ندمن المواربه وإخفاء النصف الآخر من الحقيقة..؟!
لماذا لا نعترف علناً أننا أمة تعيش بإمكانيات ضئيلة مادياً لكنها غنية بمواردها البشرية وإن كان الكم يغلب على الكيف في تصنيفهم الرأسي والأفقي على هرم الوطن؟ ماذا لو أننا آمنا بفكرة البيت الكبير الذي يعيش الجميع تحت سقفه؟! ماذا لو أن كل فرد منا حاول أن يرمم زاوية من زوايا هذا البيت الذي شرخت بنيته هزة الديمقراطية الشائكة؟!