كلمة الثورة
وتساقطت أقنعة الخداع!!
الثلاثاء , 14 يونيو 2011 م
الذين يبررون الاعتداءات على مؤسسات الدولة ومهاجمتها وتخريب محتوياتها وتدمير ما بداخلها من معدات وتجهيزات أُنفق عليها مليارات الريالات من الخزينة العامة وأموال الشعب، إنما يكرسون لانهيار منظومة القيم الأخلاقية والسياسية والاجتماعية، ويشرعنون للفوضى والانقلاب وإحلال شريعة الغاب بدلاً عن النظام والقانون. كما أن من يبررون ضرب أبراج الكهرباء وأعمال التقطع في الطرقات واحتجاز ناقلات النفط والغاز ومنع وصولها إلى العاصمة والمحافظات، وكذا تفجير أنبوب النفط في محافظة مأرب بهدف إيقاف عملية الإنتاج نهائياً من الحقول النفطية وتكبيد الوطن خسائر فادحة، لا يختلفون في منهجيتهم العدوانية عن تلك العناصر الإرهابية والمتطرفة من تنظيم القاعدة، بل أنهم يثبتون من خلال تلك الأعمال الإجرامية أنهم جزء لا يتجزأ من ذلك التنظيم الإرهابي حتى وإن لم يرتبطوا به ايديولوجياً أو من خلال الانتماء العقائدي.
وفي ذات الوقت فإن من يسعون لتأليب الخارج على وطنهم، تحت دعاوى ما أنزل الله بها من سلطان، مدفوعين بالرغبة في الانتقام من النظام السياسي والحزب الحاكم وكل من يخالفهم الرأي، ويعمدون إلى استخدام كل أساليب التضليل والخداع والزيف يستحيل أن يكونوا البديل الوطني الملائم الذي يعول عليه حماية السيادة الوطنية والكرامة اليمنية والحفاظ على هذا الوطن من كل الاستهدافات والمؤامرات والدسائس الرامية إلى النيل من كبرياء اليمن واستقلالية قراره، لأن من يمتلك الاستعداد للتحالف حتى مع الشيطان من أجل أن يصل إلى مقاصده ومطامعه في الجاه والمال والسلطة، يمكن له أن يبيع كل شيء في سبيل بلوغ تلك الغايات الدنيئة.
لقد قلنا في السابق ونكرر القول اليوم أن أهم خطر يواجهه اليمن يتمثل في محاولة البعض تعميم الفوضى وتحويلها إلى ثقافة خاصة لدى محدودي الوعي والبسطاء، الذين يتم تعبئة عقولهم بمفاهيم مغلوطة تصور لهم أن قيمة "القبيلي" في بندقيته وأن شجاعته تكمن في تعديه على حرمة الطريق وأبراج الكهرباء، والخروج على النظام والقانون، وأن قوته تستمد من الولاء للقبيلة وليس من الولاء للدولة وللوطن.
ورغم قناعتنا أن من اتجهوا إلى إعادة إنتاج مثل هذه المفاهيم المتخلفة قد فشلوا فشلاً ذريعاً في تسويق بضاعتهم، حيث سارع الناس إلى الابتعاد عنهم، والانتفاض على هيمنتهم التي اكتسبوها بقوة العادة والمضي في الطريق الذي يخدم أمن واستقرار الوطن ومشروعه النهضوي والتحديثي، فإن ما يؤسف له حقاً أن يختار هؤلاء الانتهازيون والواهمون ودعاة التخلف ساحات الاعتصام التي أول من نزل إليها شباب أنقياء لديهم بعض المطالب التي أرادوا التعبير عنها وإيصالها إلى الجهات المعنية من خلال الاعتصام الديمقراطي الراقي، حيث لم يكتف أولئك الانتهازيون بوأد مطالب الشباب والسيطرة على اعتصاماتهم وإرغامهم على الإذعان لما يملى عليهم، بل أنهم زجوا بمجاميع حزبية متطرفة لإفراغ الاعتصامات من مدلولها، وهو ما أدركه معظم الشباب الذين فضلوا مغادرة ساحات الاعتصامات والعودة إلى منازلهم بعد أن وجدوا أنهم قد أصبحوا مجرد مطايا لبعض التيارات والقوى الانقلابية والارتداية والانتهازية والمقامرة والمغامرة التي لايهمها إلاّ كيف تصل إلى السلطة وتنقض على كراسي الحكم ولو كان الثمن إحراق الوطن بمن فيه.
وبكل تأكيد فقد كشفت الأحداث مساحيق الكثير من الوجوه وأظهرت الكل على حقيقته، حيث وجدنا أنه وكلما علا الغبار من هنا أو هناك، تعددت المفاجآت وتشابكت المواقف وبرزت معادن الرجال ليثبت أصحاب المبادئ على مبادئهم دون أن تخور أقدامهم أو ترتعش، فيما تهاوى المتذبذبون والمصلحيون والواهمون والطامحون وتجار الحروب والأزمات والفتن خارج المشهد، بما فيهم أولئك الذين أرادوا أن يصنعوا من أنفسهم نجوماً، حيث سرعان ما احترق هؤلاء وظهرت عوراتهم أمام الشعب، الذي تأكد بفطنته وحسه ووعيه الحضاري أن من ظلوا يزايدون باسمه هم أعجز ما يكونون عن أن يقدموا له شيئاً نافعاً، وأن ما يرددونه من شعارات هي مجرد أوهام لا علاقة لها بالديمقراطية والتغيير والإصلاح والتقدم والنماء وبناء الدولة اليمنية الحديثة أو أي هدف وطني يرتبط بالحاضر والمستقبل.
ويكفي أن الشعب اليمني عرف من معه ومن ضده!!.[flash][/flash]