عبده الحزمي
مراقب عام للمنتدي
عدد المساهمات : 1608
تاريخ التسجيل : 20/11/2010
 |  موضوع: سافر الرئيس رفضوا النائب..سافر النائب رفضوا الرئيس.. الحـل: ما رأيكم أن يسافر الشعب؟! الأربعاء 02 نوفمبر 2011, 2:12 pm | |
|  - صالح وهادي
سافر الرئيس رفضوا النائب..سافر النائب رفضوا الرئيس.. الحـل: ما رأيكم أن يسافر الشعب؟!
الأربعاء, 02-نوفمبر-2011
أخبار اليمن - مصعب العوذلي -
>>النظام جزء من المشكلة..المشكلة جزء من المعارضة!!
فوض الرئيس علي عبدالله صالح نائبه فضج بالرفض المعارضون وقالوا"بالونات هوائية". وأن الرئيس "ليس جادا" وإلا لكان فوض النائب صراحة لـ"التوقيع على المبادرة الخليجية" نيابة عنه ونص على هذا في مرسوم التفويض. في خطابه عشية 26 سبتمبر قالها الرئيس بصريح العبارة "أفوض النائب بالتوقيع على المبادرة والآلية التنفيذية" وكالعادة ضج المعارضون واعتبروا هذه أيضا "بالونات هوائية". وأن الرئيس ليس جادا وإلا لكان فوض النائب التوقيع فورا على المبادرة دون قيد أو شرط ونقل له السلطة فورا ورحل فورا ويدع النائب والمعارضة في حال سبيلهم.. يسدوا.
ولاحقا خرج المتحدث باسم المعارضة (المشترك) ليقول في تصريحات صحفية:"لا..لا.. لا يمكن, على الرئيس أن يوقع (بنفسه) على المبادرة وليس نائبه أو أحد آخر" وليس هناك أحد آخر عدا الرئيس أو النائب!
ولو أعلن الرئيس غدا أنه سيوقع المبادرة لضجت المعارضة وأقامت الدنيا ولم تقعدها, إذ كيف يوقع الرئيس بعدما فوض نائبه؟ هذا يعني أن الرئيس غير جاد بالمرة وتوقيعه على المبادرة حبر على ورق (..) وبالونة هوائية أكبر من كل سابقاتها(!!!)
قرار مجلس الأمن الدولي (214) هذا الرقم مميز جدا دون شك لحكمة يعلمها الله- اعتمد المرسوم الرئاسي وأقر تفويض الرئيس لنائبه وقبل التوقيع من أحدهما (الرئيس أو من ينوب عنه) والمعارضة رحبت بقرار المجلس ولكنها لم تغير الموجة السابقة وبقيت تعيد وتكرر نفس العبارات وخصوصا وجوب أن يوقع الرئيس شخصيا, وكأن الأخبار لم تصل المعارضة من نيويورك أو أنها رحبت بقرار مجلس الأمن (قبيلة) لا أكثر ولم تطلع على فحواه أو تعرف مضمونه مفصلا!!
غادر نائب الرئيس إلى الولايات المتحدة الأمريكية أواخر الأسبوع الماضي لإجراء الفحوصات الطبية "السنوية المعتادة" بتنصيص الخبر الرسمي والمقررة سلفا والأطباء هم من حدد الموعد فضجت المعارضة وانبرى المراسلون الأذكياء لعرض سيناريوهات وروايات مذهلة بشأن الزيارة والتوقيت واستخرجوا من بطن الشاعر معان كموج البحر أرخت سدولها.. وتمكنوا بمفردهم ودونما مساعدة من أحد من رؤية أشياء خطيرة جدا جدا.. وكل هذا على صلة بالتفويض والتوقيع.
فكيف يسافر النائب وهو مفوض بمرسوم رئاسي؟ ومن يحل محل النائب؟ وهل النائب فوض الرئيس القيام بصلاحياته وسلطاته؟ وإذا لم يفوضه فهل فوض الرئيس نفسه بنفسه؟ وإذا فوض نفسه بنفسه هل فوض نفسه التوقيع على المبادرة نيابة عن النائب الذي فوضه الرئيس بالتوقيع؟
حكاية لا آخر لها ومن لم يجد له عملا اشتغل عليها وصار متخصصا في شؤون التفويض والتوقيع, والفضائيات هي الأخرى تجد لنفسها عملا جديدا وتتصنع الدهاء التحليلي وتمضي الساعات الطويلة والمذيع المقيم يسأل ليجيب عليه المذيع المراسل والنتيجة أن الأمور تحتاج إلى مزيد من الشرح والفهم والوقت "أدركنا للأسف" وسيكون لنا اتصال آخر في نشرة قادمة.. وكل نشرة قادمة تصل إلى النقطة والنتيجة على موعد مع اتصال في نشرة قادمة وهكذا فالعمل لا ينتهي والرزق يدوم والأرض تدور!
لم نعد نعرف هل المعارضة ضد التفويض أم ضد الرئيس؟ أم مع التفويض وضد النائب؟ أم مع النائب والرئيس وضد التفويض؟ أم مع التفويض وضد النائب والرئيس؟ أم مع "أم الجن" والسلام؟!
الرئيس فوض النائب للحوار مع المعارضة حول التهدئة والآلية التنفيذية للمبادرة والتوقيع عليها معا. لكن الرئيس لم يفوض كامل سلطاته وصلاحياته الرئاسية للنائب بحيث لم يعد رئيسا وإلا لكانت المعارضة انتقلت إلى الخطوة الثانية مباشرة بعد تنحي الرئيس لتطالب برحيل النائب بدلا من أن تنتظر حتى يوقع الرئيس على المبادرة وينقل السلطة لنائبه لتنقل معركتها مع الرئيس إلى معركة مع النائب (؟!!)
وعلى كل حال, فإن المعارضة أعلنت من وقت مبكر أن نائب الرئيس هو الآخر جزء من المشكلة لا الحل, وكذلك قالت عن الرئيس والحزب الحاكم وحكومة تصريف الأعمال والجيش والأمن والإعلام والمصلين في السبعين, ولم تترك أحدا أو شيئا يملأ حيزا من فراغ يصلح طرفا تتفاوض معه وتصل إلى اتفاق وتوافق كما ينص قرار مجلس الأمن وتفرضه المبادرة الخليجية. فهل تقترح المعارضة اليمنية, مثلا, أن تنصب من بينها قيادة لشغل مقاعد الطرف الآخر في الأزمة ثم تنظر إن كانت ستقبل بهؤلاء أم لا للتفاوض معهم ونقل السلطة منهم إليهم/منها إليها؟!!
لم يعد إلا هذا فقط. وهو حتى غير مضمون, لأن المعارضة ستجد من العبث جدا أن تفاوض نفسها وتحاور طرفا ضعيفا لا يشعرها بالقيمة والنشوة, بعكس ما تحصل عليه وهي تخاصم وتحاور وتصارع الرئيس علي عبدالله صالح شخصيا وحصريا!
إذاً, بقاء الرئيس واستمراريته حاجة للمعارضة, وحاجة مستمرة أيضا وليست آنية.
ما هو الحل والمخرج مع كل هذا الجنون وهذه الفوضى المحبطة؟!
شخصيا أرجح أن معجزة إلهية لابد وأن تدركنا جميعا, فتصل المعارضة في نهاية المطاف إلى خلاصة الخلاصات بلا منازع وتكتشف بكل شجاعة وتواضع أن المعارضة وحدها -وليس أحدا آخر- جزء أصيل من المشكلة اليمنية لا الحل, بل ربما يحالفها الحظ أكثر من هذا وتتوسع في الكشف فترى المشكلة اليمنية جزءاً من المعارضة!!
عندها لا يعود التفويض أو التوقيع بحد ذاته نقطة خلاف (..)وربما قرر الشعب أن يسافر ويخلص...
صحيفة "اليمن"
| |
|
