والوطن اليمني يستعد لاستقبال ضيوفه وأشقائه المشاركين في خليجي 20، الذي ستنطلق فعالياته عقب إجازة عيد الأضحى المبارك، يهمنا بالفعل، ليس فقط نجاح هذا الحدث الرياضي الذي تستضيفه اليمن للمرة الأولى، بل أن يكون هذا النجاح في مستوى التميز، وعلى درجة من التألق، كما هو دأب اليمنيين دائماً في مثل هذه المناسبات.
إذْ أنّ من حقنا أن نتطلع إلى أن يشكل خليجي 20 إضافة نوعية، وأن تشكل هذه الدورة انطلاقة جديدة من حيث الإعداد والتنظيم ومسارات المنافسة بين الرياضيين الشباب الذين لاشك وأنهم يتطلعون مثلنا أن يكون خليجي 20 بطولة ذات خصوصية وحيوية وتميز أكبر.
وبكل تأكيد فإننا حينما نتطلع أن تتصدر دورة خليجي 20 قائمة الأفضلية فإن رهاننا في ذلك يستند إلى حماس كل اليمنيين، وفي المقدمة منهم أبناء محافظتي عدن وأبين للظهور بشكل مشرف يليق بسمات كل اليمنيين، وما يتمتعون به من النبل والخلق والود وإكرام الضيف، وما يتصفون به من روح حضارية، وقيم أصيلة وتقاليد حميدة توارثوها أباً عن جَدّ، عبر الأجيال المتلاحقة.
وإننا على يقين من أن جميع اليمنيين بمختلف أعمارهم وفئاتهم وتوجهاتهم حريصون على تقديم مثل تلك الصورة التي تليق بهم وبسمعتهم أمام ضيوفهم الأشقاء، وأنهم سيجعلون من خليجي 20 النافذة التي يطل منها كل الأشقاء والأصدقاء على ما تتبوأه محافظة عدن وكل محافظات الوطن من مكانة سياحية فريدة ومتميزة تجمع بين المآثر التاريخية التي تعود إلى أعظم الحضارات الإنسانية، وبين السواحل الجميلة والشواطئ التي لا مثيل لها والهواء النقي والوديان الخصبة والطبيعة الخلابة، وتنوع الطقس الذي لا يتوفر في غيرها، فضلاً عن الشعب المضياف والمحب للآخرين، لإيماننا بأننا ومن خلال تقديم هذه الصورة، سنزيل الشوائب التي سعت بعض وسائل الإعلام من خلالها إلى إظهار اليمن بغير صورته الحقيقية.
ومن هذه الاعتبارات الوطنية نعوَّل أن تستمر تلك الإرادة الوثابة التي سمحت لنا بإنجاز المنشآت الرياضية والمرافق الإيوائية الخاصة بخليجي 20 في فترة وجيزة لا تصدق، وذلك بفضل تعاون وتكاتف وتعاضد كل جهود الشرفاء الذين ثابروا وعملوا يداً بيد هدفهم الأول والأخير نجاح اليمن، ليردوا بتلك الإنجازات على كل المشككين والمغرضين والغارقين في أوهامهم الخائبة.
نعم لقد راهن البعض على فشلنا، ومنهم من ينتمون - مع الأسف الشديد- إلى هذا الوطن، أو يحملون هويته، وكانوا يتمنون أن نفشل، ومع ذلك لم يلتفت أحدٌ لما كانت تردده هذه القلة القليلة ممن انقطعوا عن واقع مجتمعهم، وذهبوا يتاجرون باسم اليمن، ويرتزقون من وراء ذلك، وكان أفضل رد على مثل هؤلاء هو العمل والإنجاز واستكمال المهام بكفاءة عالية وفي زمن قياسي، مما ألجم تلك الشرذمة التي ظلت تغرد خارج السرب وكشف عوراتها وفضح حقيقة أمرها، وأنها بالفعل ليست سوى عناصر معزولة احترفت الارتزاق والمتاجرة في سوق النخاسة، بعد أن وجدت أن تلك المهنة غير الشريفة هي أسهل الطرق لجني المال الحرام.
ومع ذلك يبقى من الثابت والواضح أن مهمتنا الجديدة ونحن على مشارف انطلاق بطولة خليجي 20 في محافظتي عدن وأبين هو أن نحرص على الظهور المشرف، انطلاقاً من استشعار كل مِنّا لواجباته سواء كان إعلامياً أو مسؤولاً عن الضيافة والاستقبال أو رياضياً أو مشجعاً أو سائقاً أو عاملاً في فندق أو مواطناً عادياً، حيث وأن تحقيق النجاح ليس مسؤولية طرف بعينه، بل مسؤولية الجميع دون استثناء، وكلما حرصنا على أن تكون معدلات النجاح مرتفعة كلما كان ذلك أقرب إلى تقديم الصورة الحقيقية عن الشعب اليمني، الذي يعود إليه أصل كل العرب، وكلما كان ذلك أفيد لإظهار الوجه المشع لموطن الخير الذي يعتز كل عربي بانتمائه إليه.
نقول هذا الكلام ليس للاستهلاك الإعلامي أو للتعبير عن أمنيات لا أقل ولا أكثر، وإنما لقناعتنا بأننا أمام فرصة مواتية لتقديم وطننا وتسويقه على النحو الذي يليق به، لارتباط ذلك بنا كأفراد ومجتمع وشعب، فالإنسان لا يكبر إلا بوطنه، وحتى نكون كباراً علينا أن نظهر وطننا كبيراً أمام الآخرين، الذين لابد وأن يروا أن اليمن السعيد سيظل سعيداً بعطاءات أبنائه ووفائهم له، وأن اليمن سيبقى سعيداً باعتزاز أبنائه بيمنهم الواحد والموحد.. وسعيداً بما يختزنه من طاقات شبابية متعلمة تكد وتكافح في كل الميادين من أجل الحصول على مصادر الرزق الشريف دون أن تنال معوقات البطالة والفقر منهم ومن حصانتهم الوطنية وولائهم المصيري للوطن، تحدوهم الثقة في أن الغد سيكون أكثر إسعاداً للوطن وأبنائه وأكثر نماء ورخاءً وتطوراً، شعارهم الدائم هو الانتصار لوطنهم، وجعل اليمن أولاً، وفي سبيله يهون كل شيء.
--------------------------------------------------------------------------------