موضوع: الحروب السلمية وصلت دار الرئاسة واستهداف الرئيس الثلاثاء 21 يونيو 2011, 1:51 pm
الحروب السلمية وصلت دار الرئاسة واستهداف الرئيس الثلاثاء, 21-يونيو-2011 عاطف اليهري المضحك في تبرير المشترك رفض الذهاب إلى الرئاسة لتوقيع اتفاق المبادرة الخليجية بالخوف من تصفيتهم داخل دار الرئاسة، وإذا الرئيس هو المستهدف بالتصفية إلى هذا الداخل
من يتأمل المشاهد التي نقلت صور الجامع الذي استهدف فيه رئيس الجمهورية بالتصفية، يستطيع ببساطة الاستنتاج بأن السلاح الذي استخدم عالي التقنية ومن الأسلحة الذكية الأكثر تطوراً.. كل ذلك يوحي أن العملية تم الإعداد لها طويلاً، كما يؤكد بأن "سهيل" التي نقلت عنها فضائيات لم تتسرع في تعاطي خبر وفاته، فتلك باتت حتمية بمجرد إطلاق السلاح الذكي ووجود الرئيس في المكان المستهدف، وبالتالي فذلك جاء من ثقة بالسلاح المستخدم ودقته ونجاحه 100%.
لا مجال لترهات تقدم كمسرحة لا تليق لا بممسرح ولا بأي مسرح كمنبر إعلام، فالرئيس استهدف من خصوم يريدون رحيله أو الوصول للسلطة بما في ذلك الأطراف الخارجية التي تطالب بالرحيل، فضائية "سهيل" وبعد ثبوت عدم وفاة الرئيس، فالطبيعي أن تعلن نفي أولاد الأحمر أن يكون لهم صلة بهذه العملية، كما كل الأطراف الداخلية المعارضة والمتطرفة ضد الرئيس ستؤكد أية صلة أو علاقة بهذه العملية.
كل عنف استهدف أفراد الجيش والأمن خلال فترة الاعتصامات "ثورة سلمية" تم تعاطيه إعلامياً في إطار الثورة وكجزء من الثورة سواء ما تنفذه "القاعدة" أو أي تنظيمات أخرى، وهو ما بلغ ضحاياه المئات من أفراد الجيش والأمن.. فحيث النظام لم يجر أو ينزلق للعنف كما بلدان أخرى، فالعنف استهدفه ووصل إلى الذروة باستهداف الرئيس وبأذكى الأسلحة وأكثرها تطوراً.
ليست الصورة ولا المعادلة في الواقع كما يقدمها الإعلام "المؤمرك" والذي هو أرضية الثورة وصانعها بأي قدر نجح، فهذا الإعلام بإجماله و"الجزيرة" رأس الحربة الفج الأكثر مباشرة لا يمثل حربا ضد النظام فقط بل على الواقع العام في اليمن، وهذا الخط المسنود سياسياً وإعلامياً من أميركا والاتحاد الأوربي نجح في تطوير متغيرات في معادلة الواقع لصالح المعارضة، ولكنه لم ينجح لا في تغيير معادلة الواقع ولا في نسفها، وذلك ما صعد إلى خيار وقرار نسف وتصفية الرئيس بأية شراكة وأي شركاء.
ولا زلت أتذكر جملة كتبها الاستاذ مطهر الاشموري في أحد تحليلاته منذ بداية الأزمة حين كان المشترك يعلل رفض الحوار بانعدام ثقته بالنظام، عندما قال بأنه "لم تعد توجد في الأساس مشكلة (انعدام ثقة) من هذا النوع، باعتبار المعارضة مشترك الثورة وثورة المشترك باتت أقوى من النظام بما لم يحدث منذ تحقق الوحدة".
استهداف الجيش والأمن في عدة محافظات وفي نقاط أمنية ومواقع عسكرية جسد إسقاط هذا المستجد على الواقع ووصل الذروة باستهداف الرئيس صالح وداخل دار الرئاسة، فكل ذلك يؤكد حقيقة وضع المعارضة في القوة والتحرر من استعمالها كما أكدته.
عند سقوط رجال الأمن يتم التعامل معه إعلامياً وسياسياً أنه نتيجة انفلات أمني، وعند سقوط أفراد الجيش يتعاطى على أنها حقائق لتهاوي النظام، وهكذا فتخريجات المعارضة هي حقائق لفضائيات الأمركة كاستحقاق لخط الثورة وإسناده إلى درجة عدم التردد حتى في ترديد ما لا يعقل كالمقاربة بين القاعدة والنظام، أو أن الرئيس صالح مارس الاعتداء على ذاته داخل دار الرئاسة.
بعد أحداث سبتمبر 2001م من قبل "القاعدة" اعتبرت أميركا استهداف البنتاجون والرئيس بوش هو استهداف للكرامة الأميركية، وهددت بمسح دول وبلدان من خارطة الكرة الأرضية، فيما استهداف الرئيس صالح وداخل دار الرئاسة يتعاطى معه سياسياً وإعلامياً في خط وإطار وتعاطي الثورة السلمية وأولويتها!.
فالسفير الأميركي بصنعاء كان عليه التعامل مع توقيع اتفاق المبادرة الخليجية بالمتبع والمتعارف عليه بروتوكولياً، عند التوقيع في الخارج أو الداخل ولا يترك لطرف النظام أو المعارضة أن يشترط أو يتشرط.
لا زلنا وسنظل أمام معادلة الواقع التي لا بد أن تحترم كواقعية وعقلانية، وهي بأية صيغة أو تصويغ الشراكة والانتخابات المبكرة وغير ذلك هو الفتنة وهو الاقتتال.
المضحك في تبرير المشترك رفض الذهاب إلى مجلس الرئاسة لتوقيع اتفاق المبادرة الخليجية بالخوف أن تمارس تصفيتهم داخل دار الرئاسة، وإذا الرئيس هو المستهدف بالتصفية إلى هذا الداخل.
أياً كانت أطراف الشراكة في العملية فاستهداف الرئيس يحمل رسالة تقول.. إما أن ترحل كما نريد وإلا سنرحلك كما نريد، فهل لدى هذه الأطراف حين الرحيل القسري أو التصفوي رؤى واقعية لواقع الـ"ما بعد"؟!!..
ها هو القدر وإرادة الخالق تتدخل لمنع وفاة محتمة للرئيس صالح ربما لتجنيب هذا الشعب بشاعة دماء وويلات دمار!!.