موضوع: رسالة لليمانيين الثلاثاء 12 فبراير 2013, 11:18 am
رسالة لليمانيين أينما كانوا رسالة جديرة بالقراءة المتأنية المركزة والتأمل فهي - في اعتقادي - بمثابة صرخة من أرض الرافدين عراقنا الحبيب
من العراقي اليمني العزيز Jomard H. Ismail
الربانية والشيطانية ، صفتان ، أو لنقل حالان يدلان على شخصية الإنسان ، بحيث تعطيك صورة مجسدة لطبيعة فعله ، فلو قلنا ، فلان ربّاني ، فإن ذلك يعني أن هذا المعين قد أخذ بالتقوى زاداً يوصله لخالقه موحداً معبوده فلا يعبد سواه { مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللّهِ وَلَـكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ } ، وإذا قلنا ، فلان شيطاني ، فإننا سنفهم أن ما في هذا من الشرور يؤهله لنيل هذه الصفة ودخوله في هذا الحال { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ } ، وعلى هذا الأساس والمعنى ، نتوجه بالسؤال إلى جماعة ( الثورة ) : هل أنتم ربّانييون أم شيطانيون ؟ لا أعتقد أن فيكم قدرة التدبر ، لأن التدبر يحتاج إلى القلب { أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا } ، وفعلكم من قبل والآن في محاولة الإضرار باليمن أرضاً وشعباً ، يعني أن فعل النفس الأمّارة غلب الفعل الإيماني ومنبعه القلب ، وهو دليلنا على فراغ قلوبكم من المعاني الإيمانية ، والآتي برهاننا وحجتنا عليكم إلى يوم الدين . ولا أعتقد أن فيكم لبيب فيدرك حجم الجنوح عن جادة الصواب عندما أوهمتكم نفوسكم الأمارة ، أنكم ثوار قواد ( ثورة ) ، { قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ فِي النَّارِ ۖ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا ۖ حَتَّىٰ إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَٰؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ ۖ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَٰكِنْ لَا تَعْلَمُونَ } . والآن ، دعوني أبين لكم من أنتم ، فمن الاستحالة ، أن الذي قمتم به والفوضى الناشئة من جراء جهالتكم الفقهية أو غفلة المغرر بهم ، وأي من الأسباب الأخرى ، تفضي إلى أن فعلكم ربّاني ، وأنتم ربّانيون ، وسوف لن اقف عند القول بأنه ، طالما أنتم لستم ربّانيون ، فإنكم شيطانيون ، لأن هذا بالتأكيد سيعكس حال تدني في المستوى الفكري ، لمن يتبنى مثل هذا الطرح ، ونحن نعلم ونؤمن بقول رسول الله ، صلّى الله تعالى عليه وسلّم (( كل بن آدم خطّاء ، وخير الخطّائين ، التوّابون )) ، لكن سنأتيكم بدليلنا من الكتاب والسنّة على شيطنتكم ، وبالتأكيد ، فهي حجة أهل اليمن وأمّة العرب ، وأمّة الإسلام عليكم يوم الدين { يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلا من أتى الله بقلبٍ سليم } ، ومنها : 1. مخالفتكم لأمر الله تعالى في طاعة ولي أمركم { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تأويلاً } ... وهذا فعل شيطاني . 2. مخالفتكم أمر رسول الله تعالى ، صلّى الله تعالى عليه وسلّم ، ونهيه عن الخروج على ولي الأمر ، إلا أن يظهر منه كفر بواح ، عَنْ عُبَادَة بْن الصَّامِت قَالَ : بَايَعْنَا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى السَّمْع وَالطَّاعَة فِي مَنْشَطنَا وَمَكْرَهنَا وَعُسْرنَا وَيُسْرنَا وَأَثَرَة عَلَيْنَا وَأَنْ لَا نُنَازِع الْأَمْر أَهْله قَالَ (( إِلَّا أَنْ تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا عِنْدكُمْ فِيهِ مِنْ اللَّه بُرْهَان )) ، وفي ذلك أحاديث كثرة جعلتموها خلف ظهوركم ، وفعلكم هذا شيطاني محض . 3. تسببتم في تعطيل اقتصاد البلد ، واستلمتم من أجل ذلك أموالاً من الخارج ، حيث كنتم أذرعاً تنفذ أجندات خبيثة ومخططات الصهيوفارسي الأمريكي ، فأين أنتم من القاعدة الشرعية ، لا ضرر ولا ضرار ، وأنتم تسببتم في إلحاق الضرر بكل البلاد والعباد ، فهل ذلك إلا فعل شيطاني مع سبق الإصرار . 4. هدرتم الوقت في تواجدكم في الساحات وشلّت الحركة بسبب حماقاتكم ، والوقت أمانة ، حيث الكثير منكم ترك عمله أو تأخر عنه أو تلكأ فيه لأجل الحضور في الساحات ، وأنتم في هذا خنتم الأمانة ، ومتهمون بقدر الوقت الذي سرقتموه والذي كان من المفروض أن تعملوا فيه من أجل اليمن وخدمة جماهير اليمن { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ } ، وهذا بالتأكيد فعل في شيطنتكم . 5. عطلتم الدراسة في الجامعات ، فتأخر الطلاب عن الدراسة ، وقدد تسبب ذلك خسارة مادية لهم ، ناهيك عن خسارة الدولة لأموال كبيرة أنفقت على الدراسة ، فكيف ستستسمحون من آذاهم فعلكم هذا في ما ترتب في ذمتكم ؟ ، وقد حاددتم أمر النّبي صلّى الله تعالى عليه وسلّم في طلب العلم ، وكيف تكون الشيطنة إذاً ؟ . 6.شققتم الصف الوطني ، وشرختم شيئاً مهماً في اللحمة الاجتماعية ، حيث قصدتم خاسئين إنشاء العداوات بين أبناء الشعب الواحد ، وبين الأخ وأخيه ، حتى وصل الحال ببعضكم أن يعقَّ والديه ، وقد نهانا الله تعالى أمراً بعدم التفرق { وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا } ، وقال تعالى { ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم } ، نعم فعلكم شيطاني . 7. كم دعوناكم للحوار والتشاور حقناً للدماء وحفاظاً على وحدة اليمن أرضاً وشعباً ، وأبيتم ، ألا تذكرون قول الله تعالى { فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تأويلا } ، أي إلى كتاب الله وسنّة رسوله الكريم ، صلّى الله تعالى عليه وسلّم ، القائل (( إني تارك فيكم الثقلان ، ما أن تمسكتم بهما ، لن تضلوا بعدي أبدا )) ، فهل أنتم متمسكون بالثقلين ؟ ، فعلكم لا يدل على ذلك من قريب أو بعيد ، لأنه فعل شيطاني . 8. قطع الكهرباء والطرق ، هل يفعل هذا الربّانييون ؟ . 9. ضرب جامع الرئاسة ، بيت الله ، والمصلّون قائمون بين يدي الله تعالى سبحانه القائل { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ } ، فكيف يكون الفعل الشيطاني بعد ؟ . 10. أن خروجكم يعدُّ نكثاً للبيعة ، وقد أمرنا الله تعالى بالوفاء بالبيعة ( العهد ) وعدم النكوث بها ، حيث قال تعالى { وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون } ، وكذا نهي النّبي صلّى الله تعالى عليه وسلّم القائل (( مَنْ خَلَعَ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ لَقِيَ اللَّهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا حُجَّةَ لَهُ , وَمَنْ مَاتَ وَلَيْسَ فِي عُنُقِهِ بَيْعَةٌ مَاتَ مَيْتَةً جَاهِلِيَّةً )) . ويشهد الله أني ، ولو أيست من عقولكم وضمائركم وقلوبكم ، فلن آيس من رحمة الله تعالى ، حيث يقول رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم (( إن الله ليقبل توبة العبد ما ل يغرغر )) ، فأدعوكم ناصحاً مذكِّراً ، أن تعودوا إلى الله تعالى بالتوبة والتقوى والعهد على أن تسعوا جمعاً في بناء يمننا الحبيب ، وتفوتوا الفرصة على أعداء الله وأعداء الأمّة ، وبكل من يريد السوء لهذا البلد الطيب المبارك ، والله من وراء القصد ، والله أكبر ، وليخسأ الخاسؤون .