لماذا لا يعتصم طلاب جامعة صنعاء؟
بقلم/ فيصل الصوفي
الإثنين 12 سبتمبر-أيلول 2011 05:47 م
طلاب جامعة صنعاء منعوا خلال العام الدراسي الماضي من دراسة مواد الفصل الدراسي الثاني بسبب إغلاق كليات الجامعة من قبل المعتصمين ثم تحولها إلى ثكنة عسكرية للفرقة الأولى مدرع. أكثر من تسعين ألف طالب وطالبة أغلقت أبواب كلياتهم في وجوههم وفات من عمرهم الدراسي نصف عام، ويبدو أنهم سيحرمون من فصل دراسي آخر، فمع بداية العام الجامعي الجديد لاتزال الموانع كما كانت، بل ازدادت استحكاماً، ولا ندري ماهي الحكمة التي يتقصدها اللواء علي محسن واللجان الأمنية وغير الأمنية الاخوانية من إغلاق الجامعة وحرمان طلابها من حقهم في التعليم، فإذا كانوا يرمون من وراء ذلك إلى المحافظة على بقاء الاعتصام، فهم مخطئون لأن أكثرية طلاب الجامعة وكل طالباتها تقريباً غير مشاركين في الاعتصام، وإجمالي المعتصمين لا يزيد على ربع عدد طلاب جامعة صنعاء.. وفي كل الأحوال التعليم حق من حقوق الإنسان لامبرر لانتهاكه.
وكيفما قلبت حجج اللواء والإخوان في الإصرار على حرمان الطلاب من التعليم وبقاء الجامعة تحت الاحتلال فلا تصمد لهم حجة. مؤسسات التعليم في بلدان عرفت حروباً أهلية ظلت مفتوحة والطلاب يدرسون، بما في ذلك الصومال حسب قول الزميل محمود الحداد.
* إن طلاب وطالبات جامعة صنعاء وهم أكثر من تسعين ألفاً عليهم أن يدافعوا عن حقهم في التعليم، وأن يدركوا أن الدراسة تحسب بالفصول والسنوات، وحرمانهم من فصل دراسي أو عام دراسي يعني ضياع سنة من عمر الطالب.
وعندي أن طلاب الجامعة وآباءهم وأمهاتهم لابد أن يرفعوا أصواتهم ويتحركوا، وسوف يقف المجتمع إلى جانبهم، وسيكون أمراً فعالاً لو اعتصموا أياماً في شارع الستين قرب الجامعة ومعسكر الفرقة الأولى مدرع للمطالبة بحقهم الأصيل في التعليم، وتحرير الجامعة من العسكر والمسلحين الآخرين.. من يستطيع منعهم من هذا الحق المشروع في المطالبة بإزالة إجراءات غير مشروعة بنظر الأديان وقوانين البشر.
لماذا لايفكرون بتنظيم مثل هذا الاعتصام في شارع الستين ولكن دون أن يتسببوا في إعاقة حرية المواطنين في التنقل ولا يضايقوا أحداً؟
وإلى جانب الاعتصام يسيرون مسيرات إلى باب معسكر الفرقة الأولى مدرع ومقر الحكومة ومقر اليونسكو والأمم المتحدة والسفارات العربية وغير العربية بصنعاء.. وغير ذلك من أشكال الاحتجاج الحضاري لشرح مظلمتهم.
* لقد حرم طلاب جامعة صنعاء من فصل دراسي، وهاهو العام الدراسي الجديد قد أقبل وجامعتهم محتلة وهم ممنوعون من التعليم بدون مبرر لحرمان أحد من حقه في التعليم أصلاً.. هذه جريمة لاتبرر أصلاً.
وأعجب من صمت هؤلاء وآبائهم .. فهم حتى الآن لم يشكلوا من بينهم لجنة أو مجموعة على الأقل لمقابلة قائد الفرقة الأولى مدرع لاقناعه بأن إغلاق الجامعة لايجوز وأن الحرمان من الدراسة جريمة.. ربما يعتقدون أن ذلك غير مجد، ولكن عليهم قبل ذلك أن يجربوا، فإذا خابت مساعيهم انتقلوا بعدها إلى الأساليب الحضارية الأخرى.. بل ما المانع من الجمع بين مساعي الوساطة والاعتصام الذي اقترحنا تنظيمه في شارع الستين قريباً من سمع وبصر اللواء علي محسن.. جربوا وسوف تكسبون لأن معركة كهذه تكسب دائماً.