عبده الحزمي مراقب عام للمنتدي
عدد المساهمات : 1608 تاريخ التسجيل : 20/11/2010
| موضوع: رسالة إلى "إخوان اليمن" الأحد 08 يناير 2012, 12:38 pm | |
| يوسف الحاضري رسالة إلى "إخوان اليمن" الأحد 8 يناير 2012 00:08
- لعل القارئ للأوضاع التي آلت إليها بعض الدول العربية كمصر وليبيا وتونس بعد أحداث العام الماضي وبعد انتخاباتهم الديمقراطية وتربع أحزاب تنتمي لتنظيم " الأخوان المسلمين " على حكومات وحكم هذه الدول يظن أن الحال في اليمن لن يختلف على الإطلاق عن هذه الدول وبأن "إخوان اليمن" في طريقهم للاستيلاء على السلطة "ديمقراطيا أو دكتاتوريا" غير أن الحال في اليمن يختلف اختلافا جذريا وأساسيا عن هذه الدول كون (مصر – تونس وليبيا) كانت إلى ما قبل أحداث 2011م تعيش في انفتاح غير محكوم من الجانب الاجتماعي والديني والتمدن الغربي الأوروبي أجتاحها أيما اجتياح وكان هناك الكثير من الممارسات اللإسلامية تعيش فيها هذه الدول وكان جزء كبير من مسلميها ليس لهم من الإسلام إلا الاسم والصفة ,,, عوضا عن وجود نسبه لا بأس بها من أديان أخرى كالمسيحية ,,, فجاء الأخوان في هذه الدول كنفحة برد وسلام على هؤلاء وكطوق نجاه لإخراجهم من حالات الصراع الذاتي بين النفس والروح فرأت الشعوب في هذه الدول أن حزب يحمل في طياته الصبغة الدينية الإسلامية ستجد لها وقع في حياتهم إذا ما تولوا زمام الحكم فأتجه معظم شعوب هذه الدول ليقولوا نعم لحكم الإخوان حتى لو لم يكن معظمهم مقتنعين بهم كأشخاص حتى أن بعضهم قال ساخرا "يظن الفرد أنه إن قال نعم للإخواني في الانتخابات أنه كفر عن ذنوبه حتى لو رجع إلى البار أو المرقص مرة أخرى" عوضا أيضا أن هذا التنظيم في هذه الدول متفتح وواعي وذكي ويعرف كيف يعمل ومن يعمل ومتى يعمل وفيه شخصيات سياسية واقتصادية وتعليمية واجتماعية على أعلى مستويات من الوعي والفهم ولا يمكنهم أن ينطووا تحت جلباب شخص أو قبيلة أو حتى فكرة مجردة ,,, غير إن إخوان اليمن بعيدين كل البعد عن هذه الرؤية ,,, فإذا فقط استثنينا المسمى العام لهم "إخوان مسلمين" والذي يربطهم ببقية الأخوان في هذه الدول فسنجد أنه لا توجد لهم أي مؤهلات أو مميزات تعطيهم زخم أو حبا جماهيريا وشعبيا في اليمن الحبيب ,,, فاليمن أصلا منذ الأزل شعب محافظ دينيا ومجتمعيا وتقاليديا ولم يستطع التغريب ولا التشريق أن يجتاحه أو يجتاح أبناءة وثقافتهم ومجتمعه وعاداتهم وتقاليدهم فالجميع ملتزم التزاما دينيا رغم اختلاف مذاهبهم ومشاربهم فالسني السلفي والشافعي والزيدي أهم مكونات الوسط اليمني وكلهم يتبع مفهوم مذهبه إتباع دينيا ودنيويا ولا يحتاج إلى نفحة أو أمل ديني إسلامي كي ينجر خلفه كما لاحظنا هذا الأمر في دول شمال أفريقيا والتي نجحت عندهم هذه الرؤية وهذا الاتجاه وضاع على الأخوان في اليمن هذه الميزة التي أستطاع أقرنائهم في الدول الأخرى المزايدة على شعوبهم في هذا الأمر ,,, فنحن في اليمن نتهم هذه الفئة بأنها فئة ابتعدت كثيرا عن لب الدين الحنيف ويتعاملون معه ك"حصان طروادة" وجاءت من هذه الزاوية عدم قابلية معظمنا لهذا التنظيم رغم تباكي خطبائهم على منابر رسول الله بين لحظة وأخرى,,, عوضا أن تكوين الوسط اليمني كله "مسلم" إن استثنيا وجود (300 فرد يهودي مقابل 30مليون يمني مسلم) ,,, فلو أراد هذا الحزب في اليمن أن يجد له صدى في أوساط اليمن فعليه أن يراجع حساباته وأهم نقاط عليه أن يفهما ويعيها ما يلي :-
1. ألا يزايد على أبناء الشعب اليمني في موضوع الدين والتدين فالشعب اليمني شعب متدين ومحب للدين منذ الأزل ومتمسك به أيما تمسك حتى أنه قيل أن الإسلام قسم عشرة أجزاء تسع منها في أرض اليمن وجزء وزع على بقية الأرض.
2. خلع جلباب الشخصيات المسيرة والموجه لهم خاصة المبغوضة من الوسط اليمني فالإنسان اليمني إن بغض شخص أو أخذ عنه ملاحظة فالبغض يعم عنده بقية الأفراد والتنظيم ونحن نعلم جميعا أن هذا التنظيم يدار بأموال وتوجيهات ملياردير الجميع في اليمن حتى التنظيم نفسه لا يطيقه إن لم يكن هو لا يطيق نفسه ,,, والغريب كل الغرابة أن تاريخ هذا الإنسان لا يشفع له لا من قريب ولا من بعيد وأقرب حزب قد يطيق أفعال هذا هو الفكر "الشيوعي" وليس التوجه "الإسلامي" إلا أن تمسكهم به يأتي ضمن إطار (رغبة ورهبة) ولكم بقية التوضيح!!! ,,, فمتى أستطاع هذا التنظيم لفظ هذه الشخصيات فسنتأكد أنهم يسيرون في الطريق السليم.
3. تغيير المنظر العام لهم من خلال تغيير مرجعياتهم الدينية المعروفة في الوسط اليمني والذين كفروا ذات يوم نصف اليمن وهددوا النصف الآخر بالقتل والسحب والسجن والمحاكمة والتنكيل والتعذيب لأن هؤلاء مازلنا نشاهدهم في ونسمعهم منذ أكثر من ثلاثين عام دون أن نجد جديد في خطاباتهم وتوجههم متناسين هؤلاء أن الإنسان اليمني منذ الخليقة الأولى يمضي خلف اللين والكلمة الطيبة ولكن لا تستطيع أي قوة في العالم أن تجره بالإكراه أو القسر أو الشدة.
4. تأهيل قيادات وكوادر في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وبقية مجالات الحياة والتي تتطلبها العملية السياسية في أي مكان أو زمان كون حكومة الوفاق التي قامت مؤخرا في اليمن كان نصيب الأخوان وحلفاؤه نصف الحكومة مع رئيسها ومع ذلك فقد كان ممثليهم في الحكومة أعضاء سابقين في الحزب الحاكم في اليمن (المؤتمر الشعبي العام) كنقطة خطيرة لم تمر على عقلية الإنسان اليمني مرور الكرام بل أدركها وفهمها ووعاها وأدرك أن هذا التنظيم لا يجيد إلا لغة الكرة والبغض والتهديد والتنكيل والوعيد وهذا في الجنة وهذا في النار!!!
5. إخلاص النية في العمل والهدف وجعل الله أول أولياتهم ثم الوطن والمواطن وألا يتاجروا بمتطلبات الإنسان البسيط في كل محفل ووادي ومجتمع كون الإنسان اليمني يستطيع أن يعيش جائع وبلا كهرباء أو مشتقان نفطية أو غيرها (كما لاحظنا هذا الأمر خلال 11 شهر من بداية الأزمة لليوم) ولكنه لا يمكن أن يعيش بلا كرامة أو تحت وصاية أو رعاية خارجية أو توجيه أجنبي غربي أو شرقي حتى لو وعدوهم بأموال قارون ورمسيس الثاني وبيل قتس!!!
6. وأخيرا وليس آخرا أن يراجعوا تفسير الآية القرآنية التالية (( يأَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ{2} كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ{3} )) فلديهم من العلماء من سيشرحها أقوى مني!!!
- خلاصة القول ,,, هذه رسائل على شكل نقد وتفنيد وتوضيح لهذا التنظيم بأن لا يحلم ما لم يعمل ,,, وألا يقول ما لا يعمل ,,, وسنقول له نعم ما إن يعمل ,,, والله من وراء القصد.
إضاءة:- (( أعطتنا حكومة الوفاق خطأنا في نظريتنا السابقة بأن المؤتمر (الحزب الحاكم) دائما لا يعتمد في اختياراته على الكفاءات ,,, حيث كان اختيار إخواننا في تآلف المعارضة (المشترك) لممثليهم في الحكومة وبنسبة كبيرة جدا من قيادات مؤتمريه سابقة ,,, مما يعني أن المؤتمر كان فيما مضى على صواب في اختياراته ,,,وأن المشترك لا يمتلك أي كفاءات عالية كما كنا نتوقع )) | |
|